◾ نظراً لحاجة أبناءنا الطلاب إلى إنشاء كليات جديدة وتخصصات أخرى سنسعى إلى تحقيق أمنياتهم
◾
جامعة سيئون أحد الجامعات الوليدة والناشئة حديثاً التي لم تمض على
تأسيسها نحو أربع سنوات ، حيث جاء تأسيس هذا الصرح العلمي الماثل للعيان في
وادي وصحراء حضرموت نتيجة للتفاعل الإيجابي على المستوى الرسمي والشعبي مع
نداءات ودعوات مواطني الوادي وذلك لحاجة أبناءه الملحة إلى ضرورة إنشاء
صرح تربوي وتعليمي عالٍ يعد الكوادر العلمية في أحدث التخصصات الجامعية .
◾الجامعة التي تقدم تعليماً متميزاً تضم هيئة تدريس ومساعديهم (127) ثابتاً و(104) متعاقداً ، بينما يبلغ عدد الموظفين فيها (63) أساسي و(197) متعاقد ، أما عدد الطلاب المقيدين للعام الجامعي 2020/2021م بلغ (5363) طالب وطالبة. المزيد من التفاصيل مع رئيس جامعة سيئون الأستاذ الدكتور محمد عاشور الكثيري ، نتابع هذا اللقاء من خلال ثنايا الأسطر الآتية :
- نعرف جيداً إن إنشاء جامعة سيئون جاءت لتحقيق أهداف وغايات .. هل توضحوا لنا أبرز الأهداف؟ لاشك أن محافظة حضرموت تعد أكبر المحافظات مساحة وتشكل نسبة 36% من مساحة الجمهورية، ولهذا قسمت من الناحية الإدارية إلى جزأين ساحلاً ووادياً ، وتعد منطقة وادي حضرموت عمقاً تاريخياً واقتصادياً إذ كان لها دورٌ رياديٌ في نشر العلم والمعرفة في كل مناطق اليمن وكذا اندونيسيا ودول جنوب شرق آسيا، وقد عانت منطقة وادي حضرموت من الإهمال ولم تنشأ بها مؤسسات للتعليم العالي وكان من الإنصاف عندما أنشئت جامعة عدن والتي أنشئت بكوادر حضرمية أن تنشأ جامعة بحضرموت.
وعندما أنشئت جامعة حضرموت وبدأ العمل بها عام 1996م كان نصيب منطقة وادي حضرموت كليتين فقط هما كلية التربية (بتخصصات محددة) وكلية العلوم التطبيقية (دبلوم سنتين) وتطورت كلية العلوم التطبيقية إلى البكالوريوس وبتخصصات متنوعة وأقامت أنشطة تجاوزت بها الكليات الأم بمركز الجامعة. (مجلة علمية محكمة مرقمة ترقيماً قياسياً دولياً، وندوات على مستوى عربي، وتعليم مستمر، ومرتبة شرفية..الخ).
وكما أوضحنا الطبيعة الجغرافية لمحافظة حضرموت وبُعد التجمع السكاني بالوادي عن التجمع السكاني بالساحل إضافة إلى التاريخ والتراث والعمق والدور العلمي لمنطقة الوادي، فإن وجود جامعة يظل ضرورياً كما نعتقد أنه كان من العدل أن تنشأ الجامعة مع فجر الاستقلال، وكما هو معروف أن أهداف الجامعات في إطاره العام هو نشر التعليم والقيام بالبحث العلمي لحل مشاكل المجتمع وخدمة المجتمع وتقديم الاستشارات وحلمنا أن تكون جامعة سيئون جامعة رائدة منتجة خادمة وقاطرة للمجتمع وينتج عن وجودها وتطورها منطقة تعليمية وطبية مميزة وجاذبة تضاهي المناطق التعليمية الموجودة في البلدان الأخرى ونحن على يقين من قدرة أبناء حضرموت على تحقيق ذلك إذا توافرت لهم الظروف المواتية وهذا هو هدف إنشاء جامعة سيئون.
- معروف ان لكم الدور الرئيس في تأسيس جامعة سيئون الوليدة من خلال إدارتكم لفترة زمنية كمدير لها آنذاك في جامعة حضرموت. نرجو أيضاً توضيح لنا هذا الدور؟ حقيقة كانت جامعة عدن مدرستنا الأولى في العمل حيث تخرجتُ فيها عام 1978م وعينت معيداً وتدرجت في التأهيل والألقاب وعملت رئيساً لقسم الصناعات الغذائية بكلية الزراعة كما عملت رئيس قسم الصناعة والطاقة بمركز العلوم والتكنولوجيا بجامعة عدن، وانتدبت للتدريس بجامعة إب عام 1997 – 1998م وقد حضرنا إلى كلية العلوم التطبيقية بسيئون لحضور ندوة حول النخيل عام 1998م كباحث مشارك وحينها طلب منا أ.د. علي هود باعباد مؤسس جامعة حضرموت رحمه الله الانتقال للعمل بجامعة حضرموت عميداً لكلية العلوم التطبيقية ولم أكن حينها مهيأ للانتقال وفي نهاية 1999م .
تم تعييني عميداً لكلية العلوم التطبيقية والتي كان بها نظام دبلوم عامين تخصص زراعة وبيئة وتخصص علوم حاسوب بأعداد محدودة من الطلاب إلا أننا بفضل الله في المدة من 1999م حتى 2008م نفذنا بها العديد من الندوات والأنشطة العلمية وأسسنا مراكز علمية مركز النخيل ومركز العسل وحولنا الكلية إلى نظام البكالوريوس وأضفنا قسم الإدارة والمحاسبة وتجاوز عدد الطلاب للألف طالب وطالبة وكانت توجد إلى جانب كلية العلوم التطبيقية كلية التربية والتي بها أقسام اللغة العربية واللغة الإنجليزية والفيزياء والرياضيات حيث لا يوجد أقسام الكيمياء والأحياء والتاريخ والجغرافيا إلا بعد إنشاء جامعة سيئون.
وفي عام 2009م تم تعييني رئيساً للجنة التحضيرية لتأسيس جامعة بوادي حضرموت وفي العام نفسه تم تعييني إلى جانب مهامي في اللجنة عميداً ومؤسساً لكلية البنات واستمريت عميداً بها إلى عام 2018م عندما تم البدء في تنفيذ قرار إنشاء جامعة سيئون.
وخلال المدة المذكورة من 1999م وحتى 2018م كنت عضواً بمجلس جامعة حضرموت وممثلاً لجامعة حضرموت في المكتب التنفيذي بالوادي والصحراء.
- كم عدد كليات الجامعة اليوم ؟ الجامعة بها ثلاث كليات ضُمت من جامعة حضرموت وفتحت بها برامج جديدة هي (كلية التربية وتضم (7) تخصصات، كلية العلوم التطبيقية وبها (4) تخصصات، وكلية البنات وبها (4) تخصصات وست كليات أنشئت حديثاً وهي (كلية العلوم الإدارية بـ(3) تخصصات، وكلية الطب والعلوم الصحية بتخصص واحد، وكلية التعليم المفتوح بـ(8) تخصصات، وكلية التربية البدنية بتخصص واحد، وكلية الحقوق والعلوم الإنسانية بـ(4) تخصصات، وكلية الآداب واللغات بـ (3) تخصصات ).
بحيث أصبح مجموع الكليات بالجامعة (9) كليات إلى هذا العام ، بينما بلغ عدد الأقسام بالجامعة (33) قسم وعدد البرامج الأكاديمية (53) برنامجاً أكاديمياً.
ونظراً للحاجة الملحة ورغبة أبناءنا الطلاب والمجتمع في وادي حضرموت إلى ضرورة استحاث كليات أخرى وتخصصات مختلفة سوف نسعى مع كل الجهات الحكومية والخيرين من كافة شرائح المجتمع إلى أنشائها إن شاء الله .
- ماذا عن البنية التحتية للجامعة من خلال إنشاء ديوان رئاسة الجامعة والكليات والمراكز العلمية التابعة لها سواء في مجمع الكليات بالغرف أو أي مساحة حددت للجامعة؟ تم نقل كليات جامعة حضرموت الموجودة بالوادي وأصولها في 2018م ، وكانت لدينا مبنى كلية التربية ومبنى كلية البنات من دورين ومبنى كلية العلوم التطبيقية طابق واحد في الغرف وبدعم من السلطة المحلية تم استكمال المبنى الملحق لكلية البنات وبناء الطابق الثاني بكلية العلوم التطبيقية وبناء مبنى ملحق بكلية التربية وتجهيز هذه المباني بالأثاث والكثير من المتطلبات كما تم تأهيل مبنى كلية الطب والعلوم الصحية وتجهيز معامل هذه الكلية بمعملين فور التأسيس مع الشروع في بناء الطابق الثالث .
كما أن المبنى الأكاديمي في حرم هيئة مستشفى سيئون يسير العمل فيه على وفق الخطة.
ومن أهم الخطوات اقرار المخطط العام للحرم الجامعي.
- تم مؤخراً قبول الجامعة عضواً في اتحاد الجامعات العربية ، حدثونا عن ذلك؟ إن انضمام جامعة سيئون الى اتحاد الجامعات العربية سيفتح آفاق التواصل والتعاون المشترك مع الجامعات العربية الأخرى، وحصول الجامعة رسمياً على عضوية الاتحاد سيساهم في رفع مستوى نشاط الجامعة وتوسيع قنوات الاتصال مع الجامعات الأعضاء وتنويع مجالات الاستفادة من نشاطات وأعمال اتحاد الجامعات العربية فيما يتعلق بضبط جودة التعليم الجامعي، ودعم التميز البحثي لأعضاء هيئة التدريس وتحفيز الإبداع الطلابي.
حيث تم إعلان انضمام جامعة سيئون لعضوية الاتحاد، وذلك خلال أعمال المؤتمر العام لاتحاد الجامعات العربية في دورته الثالثة والخمسين الافتراضية التي عقدت في جامعة الأمير محمد بن فهد في المملكة العربية السعودية وذلك من خلال الاطلاع على مختلف الكليات والمنشآت والتأكد من استيفائها جميع شروط ومعايير العضوية.
- حدثونا عن الدور المنوط لنيابة الدراسات العليا والمراكز العلمية التابعة للجامعة؟ يُعد البحث العلمي أحد الدعامات الأساسية والركائز المهمة في أي مجتمع يسعى إلى التطور والارتقاء بأفراده فكريا وثقافيا وتقنيا وحضاريا. أنشأت جامعة سيئون الدراسات العليا، في كلية التربية للعام الأكاديمي 2018/2019 من خلال تقديم ثلاثة برامج في الدراسات الإسلامية وهي التفسير وعلوم القرآن والحديث وعلوم السنة والفقه وأصوله وفي وبرنامجين في اللغة العربية وهي الأدب والنقد واللغة والنحو وفي مناهج وطرق التدريس في برنامج مناهج وطرق التدريس وبرنامج دبلوم عالي في الارشاد الأسري بكلية البنات ، وتطمح الجامعة مستقبلا في برامج متنوعة في الماجستير بمختلف كليات الجامعة التي تنطبق عليها شروط استحداث برامج دراسات عليا وفقا لنظام الدراسات العليا في الجامعات اليمنية وبمختلف التخصصات.
وقد تم اصدار كتب ملخصات الأبحاث العلمية لأعضاء الهيئة التدريسية بالجامعة لتكون في متناول جميع الباحثين وكذا اصدار المجلة العلمية لجامعة سيئون والتي تم مؤخراً حصولها على الترقيم القياسي التسلسلي الدولي (ISSN) بنسختيها الورقية والإلكترونية.
- خطط الجامعة المستقبلية ؟ نحن في جامعة سيئون نعمل ما في وسعنا من خلال تشكيل اللجان من الجامعة وخارجها لدراسة الخطوات التي تخطوها الجامعة وكذا تحديد توجهات الجامعة المستقبلية من خلال العصف الذهني والتشاور والعمل المؤسسي .
فقد شكلت لجان عند بدء العمل منها (لجنة التعليم الطبي، ولجنة التعليم الهندسي، ولجنة كلية العلوم، ولجنة كلية اللغات، ولجان خاصة بدراسة دور الجامعة لخدمة العمارة الطينية، وغيرها من اللجان .
وعلى ضوء نتائج اللجان وقرارات مجلس الجامعة وبعد إنجاز تأسيس تسع كليات نأمل في استكمال ما تم إقرار تأسيسه من كليات من قبل مجلس الجامعة وهي: كلية الهندسة حيث تم اقتراح البدء بقسم :
كلية الهندسة الكهربائية والهندسة المدنية مع الاهتمام بالعمارة الطينية.
وكذا كلية الحاسبات والتي يوجد أساسها العلمي حالياً حيث أن كلية العلوم التطبيقية يوجد بها أقسام علوم الحاسوب وتكنولوجيا المعلومات وأمن المعلومات.
وكذا كلية الزراعة والتي يوجد أساسها أيضاً من خلال قسم الزراعة والأغذية بكلية العلوم التطبيقية.
أما كلية العلوم والتي نعدُّها من وجهة نظرنا كلية أساسية لبناء الجامعة فهي هدف مهم بالنسبة لنا نأمل أن نحققه لما له من أهمية في إسناد الكليات العلمية المختلفة وفي البحث العلمي.
- ماذا عن دور الجامعة في تحريك الأنشطة اللاصفية بالجامعة؟ حرصت الجامعة عبر نيابة شئون الطلاب إلى توفير الظروف الملائمة للطلاب من أجل ممارسة الأنشطة العلمية والثقافية والرياضية والاجتماعية المختلفة، وللجامعة حضورٌ ومشاركة في كثير من الأنشطة الطلابية، حيث شارك منتخب الجامعة في بطولة التسامح العربية الجامعية لكرة القدم الخماسية (الصالات) التي أقيمت في أبوظبي في المدة من 29 أكتوبر حتى 9 نوفمبر 2019م، وإقامة حفل تدشين مشروع الرعاية الصحية الطلابي التعاوني بتاريخ 12/2/2020م، وبسبب هذا المشروع المقام بالتنسيق بين الاتحاد العام لطلبة الجامعة وبعض المؤسسات الصحية حصل طلاب وطالبات جامعة سيئون على تخفيض في قيمة الأدوية وكذلك تكلفة بعض العمليات.
وأقيمت فعاليات أسبوع الطالب الجامعي للعام الجامعي 2019/2020م بتاريخ 1-5/3/2020م، وإقامة الحفل الختامي لأسبوع الطالب الجامعي بتاريخ 11/3/2020م.
وكان من المفترض أن يشارك فريق الجامعة في مسابقة HULT PRIZE في جمهورية مصر العربية بتاريخ 21-22/3/2020م ولكن ألغيت المسابقة بسبب جائحة كورونا، وفيما يتعلق بالأنشطة الاحتفالية والأكاديمية للطلاب أقامت الجامعة حفل تخرج وتكريم الأوائل والحاصلين على مرتبة الشرف من الدفعة المتخرجة في العام الجامعي 2018/2019م، وكذلك أقامت حفلاً آخراً للدفعة المتخرجة في العام الجامعي 2019/2020م.
- هل توجد للجامعة إلى يومنا هذا علاقة بجامعة حضرموت بعد أن كانت جميع كلياتها تابعة لها ، وأيضاً علاقة الجامعة بالجامعات اليمنية والعربية والدولية ؟ جامعة سيئون هي جامعة حضرموت الثانية ونتمنى أن نرى مستقبلاً جامعة حضرموت الثالثة.
فلدينا ثلاث كليات تم ضمها من جامعة حضرموت قمنا بفتح أقسام جديدة فيها وأنشأنا ست كليات جديدة بخبرة منتسبي جامعة سيئون امتداداً لخبراتهم من جامعة حضرموت وربما البعض امتداداً لخبراتهم في جامعة عدن.
تربطنا بجامعة حضرموت اتفاقية ولجامعة حضرموت دور وخصوصاً رئيسها أد. محمد سعيد خنبش دور في العمل معنا في تأسيس الجامعة.
كما تربطنا اتفاقيات مع جامعة عدن وجامعة إقليم سبأ وجامعة شعيب الدكالي في المغرب وكثير من المراكز العلمية والمنظمات العلمية ومنها منصة أريد للناطقين باللغة العربية.
- حدثونا عن أي مشاركة للجامعة في مؤتمرات عربية ودولية، وما هي الاستفادة التي خرجت من هذه المؤتمرات؟ كما تعلمون أن الظروف التي نشأت فيها الجامعة وهي أزمة البلد وكذا جائحة كورونا إلا أن منتسبي الجامعة شاركوا في العديد من الفعاليات العلمية الافتراضية بل وكانت الجامعة مشاركة في رعاية بعض هذه الفعاليات مع المؤسسات والمنصات العلمية العربية والدولية وحاز منتسبو الجامعة على أوسمة وميداليات لنشاطهم العلمي.
- ما مدى تعاون بعض المؤسسات المجتمعية ذات العلاقة مع جهود جامعة سيئون؟ طبعاً كل الإنجاز تم بفضل الله سبحانه وتعالى ثم بدعم من السلطة المحلية وجهود مجموعة العمل وتكاتف الخيرين من مؤسسات مجتمعية وأفراد.
طبعاً الدعم من المؤسسات المجتمعية لم يرتقِ للمستوى المطلوب في إطاره العام، إلا أن هناك بعض المؤسسات التي وقفت مع الجامعة من الوهلة الأولى وقد تم التكريم الرمزي للكثير من هذه المؤسسات ضمن احتفالات الجامعة ونطمح في زيادة الالتفاف والمساندة للجامعة.